الأحد، 16 ديسمبر 2012

ابونا يسطس الانطونى




ابونا يسطس الانطونى الراهب الصامت
 

ولد ابونا يسطس الأنطونى فى بلدة زرابى دير المحرق محافظة اسيوط ( اسمه الحقيقى نجيب ) وترهب فى دير الأنبا أنطونيوس فى 17 نوفمبر 1941 .
واعظاً متكلماً بليغاً ولكنه هو نفسه تحول إلى عظة حياته أصبحت عظة شكله .. ملابسة الرثة .. بساطته .. فقرة .. نظراته
و من الصعب أن نتكلم عن رجل آثر الصمت
فكان فى صمته عظة وكان هدف نسكه هو السكوت وما أبلغ قول الحكيم فى أمثال سليمان : " هدوء اللسان .. شجرة حياة "( أم 13 :3 )
وكانت كل كلماته التى سمعها معظم الناس قليلة وهى :
" متشكـــــــــــر .. كتر خيـــرك .. أنت مبســــــوط ؟ .. الرب يعوضـــــــك " أما إذا إحتاج موقف ما ليتكلم فكان يتكلم فى عبارات مختصرة جداً
وقد أدرك هذا الراهب البسيط يسطس الأنطونى قيمة الوقت ولا شك أن السيد المسيح قد أشار إلى قيمة الوقت قائلاً :
" أسهروا ... لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة " ( متى 25 : 13)
وكان السؤال الذى يردده ذلك الراهب البسيط ويسأله لكل زائر لدير الأنبا انطونيوس : " الساعة كام دلوقت " فضيلة السهر الروحى :
ومن الفضائل الرهبانية التى مارسها ابونا يسطس الصمت إلا أنه اتقن
فضيلة اخرى وهى السهر الروحى فكثيرين من زوار الدير يعرفون أن هذا الراهب نادراً ما تغفل عيناة إذ يبقى ساهراً يتجول داخل الدير وإذا تعب
فإنه يستريح تحت شجرة فى مزرعة الدير أو يستند إلى حائط
ويروى البعض من اخوته الرهبان انه كان ينام على جزع شجرة قديم ملقى على الأرض بلا أهتمام حتى يبقى دوماً يقظاً متمتعاً بالعشرة الإلهية
وحتى لا يعطى لعينية نعاساً ولجفنيه نوما إلى أن يجد موضع لأله يعقوب ويجد أن لذته فى مناجاة الذات الإلهية ورفض لذة الراحة حتى فى نومة


فضيلة الصلاة والصوم بلا أنقطاع :
وأما عن صلاته صارت كل حين وكل وقت وكل ساعة عملاً بقول الرب " صلوا كل حين ولا تملوا " ( لوقا 18) ويحكى رهبان الدير أنه فى
بدء حياته الرهبانية أثناء سهرة ويقظته وصلاته المستمرة فكانت ألأفكار
الشريرة تحاربه وتلح عليه فكان يلجأ إلى ترديد الصلاة الربانية بصوت عال يستطيع من هو على بعد أن يسمعه فى برية القديس أنطونيوس ولا
يفتر عن ترديدها حتى تهرب منه الأفكار التى يضعها الشرير فى عقله حتى ولو ظل ساعات الليل كله يقظاً مردداً لصلاته .


أتضاعـــــة وإحتماله متكلما بالسلام :
كان زوار الدير يحبونه جداً ويذهبون إليه ليقبلوا يده المباركة حسب عادة الأقباط فكان عندما يحدث هذا فكان ينحنى هو أيضاً ليقبل يد الزائر وكان
إذا ركعت أمامه لتصنع مطانية كان يركع امامك ليصنع مطانيه أيضاً.
حدث أنه وقف فى الكنيسة فى مكان فذهب راهب إليه وانتهره وطلب منه أن يترك المكان الذى يقف فيه إلى مكان آخر فقال فى هدوء " حاضر "
وترك له المكان .. وما هى إلا لحظات حتى ذهب إليه راهب آخر وفعل نفس الشئ فتركه فى الحال دون أن ينطق وهكذا تحمل فى طاعة طلبات
اخوته الرهبان ولم يتذمر من الإهانات المتوالية ذهب ثلاثة إلى ابونا يسطس وكان واحداً منهم يشعر بكبرياء لأنه لا يدخن
السجائر فسأل أبونا يسطس قائلاً : " ما رأيك فى اللى بيشرب السجائر "
فشعر ابونا يسطس بإفتخاره وبره الذاتى فقال له : " اللى بيسأل السؤال ده هوه اللى ما أخطأش ولا خطية "
كان المتنيح القمص بيشوى كامل فى زيارة للدير وأراد أن يعرف الدرجة
الروحية التى وصلها ابونا يسطس وتناقش فى هذا ألأمر مع قرينته وأستقر رأيهما على أن يسألاة عن عمر أيوب البار .. ويقول أبونا
بيشوى كامل أنه بحث عن ابونا يسطس لهذا الغرض , فوجده تحت
شجرة وبعد أن حياة تحية محبة سأله عن عمر القديس الأنبا أنطونيوس فأجابه أبونا يسطس : إن نسخة تذكر أنه عاش 105 سنة
وأخرى تذكر أنه عاش 113 سنة ... ثم أضاف قائلاً : " وإيه يعنى ما أيوب عاش 140 سنة " كلمتة المستجابة من السماء .
يقول القمص أبسخرون الأنطونى : " إذا طلب أحد الزوار الأذن منه
بمغادرة الدير فلو قال له : " أقعد وما سمعش الكلام وحاول يمشى فلا بد أن يحدث له شئ يعطله كأن تتعطل سيارته أو يتأخرون فى العودة .. ألخ
فكانوا يذهبون لأبونا يسطس ويطلبون بركته فكان يقول : " خلاص خلاص .. يالا أمشى , فكانت السيارة تتحرك "
+وكان كثير السجود بالكنيسة وخارجها فكان يقوم بعمل المطانيات
( السجود المتوالي ) بلا عدد ومواظبا على تلاوة المزامير التى كان يحفظها بقلبه وكان جهاده وفضائلة تزعج الشياطين فشنوا عليه حرب
قاسية ولما لم يمكنهم قهرة أخذوه وضربوه وألقوه أرضاً ولشدة غيظهم
وضعوا فى عينيه الرمل حتى لا يرى الكتب المقدسة ويقرأها أو يعرف الطريق للكنيسة وعندما أصيب بصره أحتاج لمن يقوده وظل على هذا
الحال 15 يوماً حتى أعاد الرب يسوع له نور عينيه .
هل وصل أبونا يسطس إلى درجة سائح ؟ سألت رئيسة دير الراهبات هذا السؤال إلى رئيس الدير المتنيح القمص أثناسيوس الأنطونى رغم أنه
راهب يعيش فى وسط الرهبان لأى راهب فى المجمع وليس منفردا أو
متوحداً كما هو معروف ان فئة السياحه تخرج من المتوحدين وأستفسرت عن حقيقة الدرجة التى وصل إليها فى الرهبنه .
فأجابها رئيس الدير أنه .. يعتقد أن أبونا يسطس قد بلغ درجة السياحة
لذا فهو صامت هادئ رغم أنه راهب فى شركة رهبانية معيشية . وفوجئ الأثنين بعد إنتهائهما من هذه المحادثة بوقت قصير بحضور أبونا
يسطس ويقول لهما : " إللى وازن القلوب هو الرب وحده , أنتم قاعدين
تقولوا ده أيه , وده أيه , لكن الى يعرف الحاجة دى ربنا وحده " ذهب ابونا يسطس إلى احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل وأخذ يقرع
باب قلايته بشدة وأنزعج الراهب فلما فتح سأله :
" الساعة كام دلوقت ؟ " تضايق هذا الراهب كثيراً وصاح غاضباً فى وجهه قائلاً : " إنت بتصحينى دلوقتى علشان تقولى الساعة كام دلوقتى ؟
هوه ده وقته يا ابونا !!! ساعة إيه دلوقت " ثم أنصرف القديس فى
صمت وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه ليعاود نومه فوجئ بوجود عقرب فى القلاية فليس إذا الموضوع موضوع ساعة ولكن الموضوع أن
ابونا يسطس رأى ما هو وراء الطبيعة .
رئيسة دير الراهبات قالت : " وحدث ذات مرة أني كنت فى دير الأنبا أنطونيوس وفكرت فى الذهاب إلى دير الأنبا بولاً وكنت أتحدث مع رئيس
الدير وكان أبونا يسطس موجوداً فقال لنا : " بلاش تروحوا النهاردة ..
مفيش لزوم " فتساءل الأب رئيس الدير قائلاً : " ليه هوه فيه حاجة هاتحصل ؟ " فلم يجب أبونا يسطس بشئ ولكن قال بعد قليل : " الحاجة دى حصلت
خلاص والرهبان هناك حزانى " فإستبعدنا فكرة الذهاب إلا أننا قد قلقنا
ثم عاد أبونا يسطس ليقول : " ستسمعون نبأ لن يفرحكم والرهبان هناك مش مبسوطين " .. ثم وصل خبر إنتقال الاب الأسقف رئيس دير الأنبا
بولا المتنيح الأنبا أرسانيوس !!!


نيـــــــــــاحة القديس أبونا يسطس الأنطونى:
عاش أبونا يسطس على القليل صائما ولم يأكل لحماً طيلة وقد مرض بضع ساعات قبل نياحته ووجده الرهبان نائماً على الأرض أمام القصر
فحملة أحد آباء الدير إلى حجرة من حجرات الدير وقد لاحظ أن درجه
حرارته مرتفعه وأنه ضعيف جداً وما هى إلا بضع ساعات إلا وتنيح قديساً عظيماً من قديسى دير الأنبا أنطونيوس فى 18 ديسمبر 1976 م
وأقيمت الصلاة على جسدة الطاهر فى كنيسة ألأنبا أنطونيوس ألأثرية
بديره العامر .
أبونا يسطس الأنطونى " يضئ الأبرار كالشمس " (متى 13 : 43) يقول القمص أبسخرون الأنطونى : " أن ابونا تاوضروس الأنطونى رأى
نوراً ينبعث من المكان الذى دفن فيه جسد القديس " كما أن الجنود الذين
كانوا يعسكرون فى منطقة قريبة من الدير شاهدوا نوراً بعد نياحة القديس ينبعث من الدير عدة ليالي متوالية حتى ظنوا أن هناك إحتفالاً غير عادى ..


بركة هذا القديس العظيم تكون معنا أمين




كلمات مديحة القديس أبونا يسطس الأنطوني

 *
فى كواكب الفردوس …… محب الرب إيسوس…… خادم الرب القدوس …… بنيوت أفا يسطس
سر حياته عجيب…… وكمل تدبير غريب……طوبى لك ياحبيب……بنيوت أفا يسطس
بعيوننا نظرناك…… حبيتنا وحبيناك…… وإشتقنا لرؤياك…… بنيوت أفا يسطس
قليل هو كلامك…… وغالية هى أقوالك…… أذكرنا فى صلاتك……بنيوت أفا يسطس
جلسنا حواليك…… يكفينا النظر إليك……ولم تنطق بفيك……بنيوت أفا يسطس
علمتنا بدون كلام…… وقديت عمرك فى سلام…… تركت دار الأم……بنيوت أفا يسطس
قلايتك تشهد له……ومحبته لفاديه……رذل العالم وما فيه ……بنيوت أفا يسطس
اختارك الرب القدوس…… مخلص كل النفوس……نقلك للفردوس……بنيوت أفا يسطس
من جبل أبونا العاظيم…… أنبا أنطونيوس الحكيم……مضيت إلى النعيم……بنيوت أفا يسطس
بالحب كان معنا……وروحه لم تكن معنا……وكأنه لايسمعنا……بنيوت أفا يسطس
صمتك حلو لطيف ……يا أبونا يسطس العفيف…… عبرت مثل الطيف……بنيوت أفا يسطس
من يبغض نفسه الأن…… ويشتهى الهوان…… المه تصير له مكان…… بنيوت أفا يسطس
أبونا يسطس طوباك……بسرعة حبيناك…… ياريتنانكون معاك……بنيوت أفا يسطس
ياعظيم فى محبتك …… ياحكيم فى كلمتك……ياعلى فى حكمتك……بنيوت أفا يسطس
نورك أضاء الحدود…… فارتعب كل الجنود…… قد صرت بلا قيود……بنيوت أفا يسطس
جلسنا تجت قدميك…… وفرحت قلوبنا بك ……رجاءنا نلتقى بيك……بنيوت أفا يسطس
اسمك مفرح لنا…… سيرتك بتعزينا…… صلاتك تشفع فينا ……بنيوت أفا يسطس
حبيت يسوع بخضوع…… وسرت وراءه بخشوع…… ده سره فيك موضوع……بنيوت أفا يسطس
أطلب من الرب عنا…… يجعل حبه حيتنا…… و أسمه لايفارق بالنا…… بنيوت أفا يسطس
تفسير اسمك فى افواه كل المؤمنين الكل يقول ياله ابونا يسطس اعنا اجماعين.

بركة شفاعة ابونا يسطس الانطونى تكون معنا آمين

أذكرنا أمام عرش النعمة لكى يفرح اللة قلوبنا ويدبر حياتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق