زى النهاردة يوم الاحد 3-2-1991 اثناء القداس الالهى تنيح القديس الانبا مكاريوس
v نشاتة :- فى 10 سبتمبر 1923 م فى قرية أولاد يحيى مركز دار السلام محافظة سوهاج 0 ولد الطفل " حلمى أيوب ميخائيل " من أبوين تقيين إسم أمه " رنة شنودة " ودرس بالمدرسة الابتدائية فى القرية ، ثم إشتغل بالزراعة ورعاية الأغنام .
v ويحكى أخوه " عزيز أيوب " أنه فى صباه كان كل يوم أحد يشارك فى الاجتماع الروحى الذى تقيمه العائلة ، وأنه كان الطفل الوحيد الذى يترك اللهو واللعب ويجلس وسط الرجال لسماع الإنجيل والصلاة
v رهبنتة :- فذهب إلى دير السيدة العذراء " البراموس " طالباً للرهبنة وترهب يوم 21 نوفمبر 1946 م بإسم الراهب آدم 0
v ثم ذهب إلى كلية اللاهوت ثم سيم قساً بإسم القس " بولس البراموسى" تخرج من كليه اللاهوت فى مايو 1953 م ، وعين كاهناً لكنيسة " الشهيد مار جرجس " ببور فؤاد ، ثم نال درجة القمصية يوم الأحد 25 مارس 1956 م ثم شاءت عناية اللـه أن يرسم أسقفاً على إيبارشية قنا وقوص وقفط ونقادة ودشنا والبحر الأحمر وتوابعها يوم الأحد 19 سبتمبر 1965 م 0 وظل يخدم إيبارشيتة فى أمانة وحب ووداعة وعطاء بلا حدود حتى تنيح بسلام يوم الأحد الموافق 3 فبراير 1991 م ، 26 طوبة أثناء قيامه بصلاة القداس الإلهى
v مواقف فى حياة الانبا مكاريوس .
v وقد ذكرالانبا مكاريوس أنـه فى بدايـة رهبنته رأى رؤيـا يمسك فيهـا بالصليب والحية النحاسية ويصلى التحليل فلما ذكرها لأب إعترافه قال له " يعنى ياخوى هتترسم أسقف " ، وكانت هذه بشارة من السماء له0 حدثت هذه القصة حين كان القمص بولس البراموسى أب اعتراف الديرابى سفين للرهبات لم يوجد بالدير مال لشراء الخضار ، فدخلت الأم ايرينى رئيسة الدير قلايتها لتصلى ، وبعد قليل علمت بحضور أبونا بولس وعندما قابلته بادرها بقوله : " هل الدير محتاج إلى شىء "وعندما استفسرت عن سبب هذا السؤال أخبرها بأن الشهيد " أبى سيفين " أعلمه بأن الدير محتاج إلى النقود واستطرد فى الحديث قائلا : " أننى بعد الإنتهاء من صلاة القداس الإلهى ذَهبتُ لاستريح قليلاً وعندما بدأت أغمض عينىَ سمعت صوتاً يقـول لى قم خذ فلوس وأذهب إلى دير أبى سيفين ، فنهضت ورشمت علامة الصليب قائلاً : " هل الشيطان يحاربنى " ثم أغمضت عينىَّ مرة أخرى ، فسمعت ذات الصوت ثانية 0 فقمت وصليت الصلاة الربانية ورشمت الصليب وحاولت أن أنام ، فسمعت صوت يقول لى " أنا الشهيد أبى سيفين أقول لك قم الآن وخذ الفلوس وإذهب إلى ديرى بمصر القديمة " 0 فتأكدت أن هذا الصوت من اللـه فقمت وأخذت المال الموجـود لـدَىّ وأتيت به . فأخبرته الأم رئيسة الدير بالأمـر كـله ومَجَدّنا اللـه وشهيدة البطل أبى سيفين " . وحدث أيضا فى أحد الأيام أن تقابل أبونا بولس البراموسى(الانبا مكاريوس ) مع أبونا عطا اللـه المحرقى المهتم بطباعة كتاب خدمة الشماس وفى أثناء حديثهما أبدىَ أبونا عطا اللـه إعجابه الشديد بالفراجية التى كان يرتديها أبونا بولس ، ففى الحال خلعها وقدمها له وعندما سأله أبونا عطا اللـه عن ثمن تكلفتها أجابه : " أنه لا يريد مقابلها نقود ، وإنما طلب منه أن يقدر هو ثمنها ويرسل بمقابله عدداً من كتب خدمة الشماس إلى دير أبى سيفين للراهبات " وكان فعلاً لا يوجد بالدير سوى نسخة واحدة من الكتاب تدرس فيه الراهبات جميعـاً الألحان الكنسية ، فجاء عدد الكتب يزيد عن عدد الراهبات بالدير بعشرة نسخ 0
v أنه ذات مرة كان سيدنا الأنبا مكاريوس فى زيارة لقرية " فاو بحرى " وكان يرافقه المتنيح أبونا عازر توما وكان من السواح 0 وفى زيارة أحد المنازل سأله الأنبا مكاريوس " ماتعرفش يا أبونا عازر كام عمود فى كنيسة العذراء الأثرية بأتريب ؟ " فقال له : " كتب التاريخ بتقول 44 عامود يا سيدنا " فسأله سيدنا : " كتب التاريخ ولا أنت صليت معانا برضه وأنا كنت شايفك وراء العمود "0 وهنا صمت وبدأ بغير مجرى الحديث0
v ويحكى أحد الآباء انة حين كان يصلى مع سيدنا فى صوم السيدة العذراء بكنيستها وكان سيدنا يناول الدم لضعف بصره وكان الأب الكاهن يناول الجسد وبعد الانتهاء من مناولة الرجال ثم النساء وعندما تقدمت آخر سيده لتتناول الجسد المقدس كان المتبقى من الجسد جزئين فقط فناول أحدهما لهذه السيدة ولما ألتفت ونظر فى الصينية لم يجد الجزء الأخير فإضطرب وفزع جداً وبحث عنه فى كل مكان ولكنه لم يجده فنظر إلى سيدنا وهو فى أشد حالات الإضطراب لكى يأخذ الحل منه فأبتسم سيدنا وقال " لا تخف أطمئن لأنه كان موجوداً معنا أحد السواح يصلى فى هذا اليوم وهو الذى تناول هذا الجزء ومن الممكن أن ينتقل جزء من الجسد المقدس من الصينية إلى السائح " 0
v وذكر الأنبا مكاريوس أنه فى بداية سيامته أسقفاً أثناء قيامه بصلاة القداس الإلهى أنه كان يرى الدم نازفاً من جراحات السيد المسيح فى صورة الصلبوت وفى السنة الأخيرة فى أسبوع الآلام صرح المتنيح الأنبا مكاريوس أنه كان فى كل عام ينظر الدم نازفاً من الجراحات أثناء عمل الأربعمائة ميطانية وحدثت هذه الواقعة أنه فى هذه السنة أخرج منديلاً من جيبه ومسح به صورة الصلبوت بعد الأربعمائة ميطانية ومسح به وجهه وعينيه وقَبَلَهُ وقال للكاهن الواقف بجواره " خذ بركه يا أبونا " واستطرد قائلا " لأنكم منعتمونى فى هذا العام من الصوم الإنقطاعى فى أسبوع الآلام لم أتمكن من رؤية الدم النازف من الجراحات لأنى كنت أرى الدم نازفاً من الجراحات كل عام من أيقونة الصلبوت بعد الأربعمائة ميطانية " وأنما قال هذا ليخفى فضائله 0
v من اعظم اعمالة :-
v بناء كنيسة السيدة العذراء والدة الإله بقنا ، وبناء هذه الكنيسة له قصة عجيبة ، فنيافة الأنبا مكاريوس كان دائماً يطلب من السيدة العذراء بناء كنيسة لها ليصلى بها قبل أن ينتقل من هذا العالم وأعطاه الرب سؤل قلبه وتم بناء هذه الكنيسة فى حوالى خمسة عشر عاماً ، وبعد أن أتم بناءها صارت من أجمل الكنائس على مستوى الإيبارشية 0
v مرضَ مرض الموت وساءت حالته الصحية جداً ، وفى أحد الأيام ذكر لنا أنه وجد نفسه واقفاً فوق السرير وجسده ممدد على السرير وحوله مجموعه من الملائكة أتت لإستلام روحه ولكن جاءت بجوارهم السيدة العذراء وأشارت لهم أن ينتظروا ورفعت يداها إلى السماء وطلبت من الرب يسوع وقالت له " يا إبنى وإلهى لك المجد والكرامة والعظمة إن أردت إبنك الأنبا مكاريوس هو الذى بنى الكنيسة على إسمى وأريده أن يدشنها لى " فذكر المتنيح انه سمع صوتاً بعيداً يقول " أردت " وللحال أمرت أم النور الملاك أن يعيد الروح للجسد ، وذكر الأنبا مكاريوس أن دخول الروح للجسد أصعب من خروجها ويشعر الإنسان بضيق أثناء دخول الروح للجسد وفى الحال تحسنت حالته الصحية بصورة مذهلة جداً وتم تدشين الكنيسة 0
v وفى أثناء التدشين ورشم كرسى الأسقف الذى كان عليه صورة لرب المجد محفورة فى الخشب، صعد سيدنا إلى الكرسى ليدشنه بالميرون فشعر برهبة شديدة عند اقترابه من الصورة ورأى رب المجد تجسم من الصورة ونوراً بهياً جداً حواليه فلم يقدر أن يقترب من الكرسى أكثر من ذلك وبالكاد استطاع أن يرشم أطراف الكرسى بالميرون، وذكر نيافته أن عدداً كبيراً من القديسين بارك تدشين الكنيسة منهم العذراء القديسة مريم ومار جرجس وأبى سيفين ومار مينا والبابا كيرلس السادس وبعض من السواح، وذكر بعض ممن شاهدوا شرائط الفيديو الخاصة بتدشين الكنيسة حضور أرواح القديسين أمام المذبح وفى المذابح الجانبية0
0
v كان نيافته يعلم بوقت انتقاله وسمح بتصويره بالفيديو فى هذا اليوم بالرغم من أنه كان لا يحب تصوير أو تسجيل أى شىء له وإنما إن كان يفعل ذلك فهو على مضض منه ، وسأله أحد الآباء " يا سيدنا بكره ها تصلى فين " فقال له " فى كنيسة مار مرقس وأبونا متياس هيصورنى بكره " أى لحظة نياحته بالقداس " . " واتصلت به الأم إيرينى يوم السبت صباحاً وأخبرته أنها مسافرة فى اليوم التالى فقال لها " وأنا مسافر برضه " فقالت له " يا سيدنا مش نيافتك أنهيت زياراتك السنوية " فأجابها " أنا مسافر سفريه مريحة بكره " . وسأله أحد الأشخاص يوم الخميس الذى هو فصح صوم يونان " هتصلى فين يا سيدنا الأسبوع المقبل " فأجابه " الجمعة فى الست العذراء والأحد فى مار مرقس وبعدين مع أبى سيفين " وسأله أيضا أحد الأشخاص أن يحدد له ميعاد فى يوم الأحد ليناقشه فى موضوع فقال له " أنا مش ها أقابل أحد يوم الأحد "
v القداس الاخير :-
v لقد كان يرفض المتنيح تصوير قداساته فيديو .. وفى الأيام السابقة مباشرة لنياحته أعلم بعض أحبائه أنه سيرحل قريبا ويذهب الى صديقه وشفيعه القديس مرقوريوس أبو سيفين، وفى اليوم السابق لنياحته ظهرت له سيدة الكل أمنا العذراء مريم معلنه له عن ميعاد أنتقاله إلى السماء، و طلبت منه أن يسجل القداس فيديو ...وأخذ يصلى القداس الاغريغورى ، حتى وصل الى مقدمة القسمة يامن بارك- يامن قدس- يامن قسم وهنا يفصل الكاهن القربانه ويضع ثلثها على الثلثين مثال الصليب ويقول" يا من أعطى تلاميذه القديسين ورسله الأطهار فى ذلك الزمان الأن أعطنا وكل..." وفيما يقول كلمة "كل" وعند اللحظة سقط الأنبا مكاريوس وبيده الجسد المقدس وأسلم روحه المقدسة وكل ذلك وكاميرا الفيديو تسجل هذا الحدث الحزين. بعد ذلك عندما أعيد مشاهدة الفيلم بالطريقة البطيئة خاصة أثناء سقوطه لوحظ العجب وهو أن الأنبا مكاريوس عندما سقط كان ممسكا فى تلك اللحظة بالطبع الجسد المقدس، فشوهد بالفيديو أن القربانة( الجسد الذى انفلتت من بين يديه لترجع وتستقر داخل الصينية بطريقة معجزية فشوهدت يد صغيرة تحمل الجسد المقدس وتضعه على الصينية لعلها يد الملاك حارس الذبيحة.
دقق النظر جيداً على يد الأنبا مكاريوس و خروج القربانة المتحولة إلى جسد إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح عن حافة المذبح ثم صعودها مرة أخرى بدون أن تسقط مخترقة قانون الجاذبية و المعرفة البشرية .
بركة صلوات وشفاعات أبينا الأسقف القديس الطاهر لأنبا مكاريوس تشملنا جميعـاً آميـــن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق